في کتابه الثاني الذي خصصه عن مصر يذکر هيرودوت، في الفقرة 79[1]، ضمن العادات والمورثات الشعبية التي يحتفظ بها المصريون ولا يحيدون عنها ولا يزيدون عنها جديد تلک الأنشودة التي أطلق عليها " أنشودة لينوس"[2]. والتي تنشد کذلک - کما ذکر - في فينيقيا وقبرص وغيرهما من البلدان، إلا أنها تسمى عند کل شعب باسم آخر، وفي مصر تسمى هذه " أنشودة مانيروس". وعن ماهية "مانيروس" خرجت آراء المؤرخين القدامى في ثلاث اتجاهات متداخلة يمکن أن نستخلصها کالآتي : الاتجاه الأول : يشير إلى أن "مانيروس" اسم علم. وتتفق مع هذا الرأي أراء کل من: هيرودوت[3]: يروي خرافة تقول أن "مانيروس" کان الابن الأوحد لأول الملوک المصريين والذي نُدب موته المبکر في أنشودة حملت اسمه. - بوسانياس[4] : حيث ساوى بينه وبين " لينوس" ابن أبوللو [1] نص الفقرة 79 من کتاب هيرودوت طبقاً للترجمة العربية = محمد صقر خفاجة، هيرودوت يتحدث عن مصر، 1966،ص 185 وما بعدها [تمسک المصريون بتقاليد أسلافهم ولا يزيدون عليها مطلقاً أي جديد. ومن بين عاداتهم المختلفة التي تستحق الذکر هذه بالذات، أعني وجود أنشودة وحيدة ؛ أنشودة "لينوس" التي تنشد في "فينيقيا" و "قبرص" وغيرها ومع ذلک أن العديدة التي تثير العجب في مصر المصدر الذي أخذوا عنه اسم"لينوس" ويظهر أنهم يتغنون بها دائماً من قديم الزمان. و"لينوس" اسمه في اللغة المصرية القديمة "مانيروس" ولقد قال لي المصريون أنه کان الابن الوحيد لأول ملک حکم مصر . ولما مات قبل أوانه کرمه المصريون بهذه المرثية فکانت هذه اسمها يختلف باختلاف الشعوب، إلا أنها وبالإجماع نفس الأنشودة التي ينشدها اليونانيون باسم "لينوس". ومن بين الأمور أنشودتهم الأولى والوحيدة]. أنظر أيضاَ Hopfner, Fonts Historiae aegyptiacae, bonn, 1922, 338 ; Hude, Herodoti Historiae, Oxford,1963, II, 79 [2] "لينوس" الذي ساوى هيرودوت بينه وبين "مانيروس" هو ، طبقاً لرأي باوسانيس، ابن أبوللو ومنافسه في الموسيقى، وربما کان ذلک سبباً لأن يجعل بلوترخ من "مانيروس" مکتشفاً للموسيقى عند المصريين. قارن : Griffiths, Plutrach's de Iside et Osiride, cambrige, 1970, 332 ; Horneffer/ Haussig/ Otto, Herodot Historien, 639, No.121 [3] قارن ملحوظة 1 [4] بوسانياس هو رحالة وجغرافي ربما کانت ليديا مسقط رأسه وقد زار مصر حوالي عام160 ق.م. وعن رأي بوسانياس أنظر : Hopfner, op.cit., 338
يمکن تصنيف الأقواس إلى مجموعتين، تضم الأولى الأقواس التي تنتمي لأسوار المدن والمعابد مشکلة مدخلها و التي اصطلح عليها بالأبواب التذکارية کالقوس الموجود عند مدخل معبد ديانا فترانروم (Diana Veteranorum) عين زانة حاليا وقوسي السور الکبير لمدينة تيبيليس (Thibilis) المعروفة في الوقت الحاضر بعنونة، وتندرج ضمن الثانية الأقواس المعروفة لدى الباحثين بأقواس النصر وهي التي تنتصب بالساحات العمومية أو بالطرقات، لکن في الواقع لا يوجد اختلاف جوهري بينهما من حيث النمط المعماري. وإذا ما کان القسم العلوي للأقواس المعروفة بالأبواب التذکارية أقل تزيينا، فإن واجهاتها بنيت وفق نفس القواعد الهندسية التي بنيت بها أقواس النصر[1]. والظاهر أن القدامى لم يفرقوا بين المجموعتين، بدليل أن قوس کراکلا "Caracalla" الموجود عند مدخل فروم (Forum) کويکول (Cuicul) مدينة جميلة في الوقت الحاضر عرف لدى السکان القدامى بقوس النصر "Arcus triumphalis"[2] بالرغم من اتصاله بمباني. وصل عدد الأقواس وأقواس النصر بنوميديا خلال الاحتلال الروماني حسب ما تفيدنا به النقوش والمعطيات الأثرية المتوفرة في الوقت الحاضر إلى ستة وثلاثون قوسا، من بينها أحد عشر قوسا تم التعرف عليها من خلال المعطيات الأثرية دون أن تشير إليها النقوش، خمسة عشر قوسا تدلنا عليها النقوش ولا تتوفر حولها المعطيات الأثرية، عشرة أقواس تشير إليها النقوش وتؤکدها المعطيات الأثرية، وهي موزعة على خمسة 1 S. Gsell, Les monuments antiques de l'Algérie, tome 1, Paris, 1901, p. 55 2 G. Wilmanns, Th. Mommsen, Corpus Inscriptionum Latinarum (= C. I. L.) VIII, 8321=20137
حرص المصري القديم على التجميل و استخدم أدوات للحفاظ على النظافة الشخصية و جمال الهندام. و کان المصريون على کافة المستويات يعنون بنظافتهم و يأخذون زينتهم، الا أن بعض الفئات اهتمت بالنظافة أو التطهر أکثر من غيرهم کالکهنة الذي قال هيرودوت أنهم يغتسلون مرتين أثناء النهار و مثلهم بالليل. کما کان من الطبيعي أن تهتم السيدات بالزينة أکثر من الرجال ، و أن تهتم الفئات الأعلى اهتماما أکبر بالتزيين. و من أدوات التجميل التي استخدمها المصري المرايا، المکاحل و المراود، ملاعق غرف الدهون، الأمشاط، أمواس الحلاقة، دبابيس الشعر، الملاقيط، علب حفظ أدوات الزينة، أواني مستحضرات على شکل خادم يحمل اناء، صلايات لطحن المساحيق و مستحضرات التجميل کالدهون و الزيوت، و العطور و الوشم. و تعد بعض هذه الأدوات على الرغم من صغر حجمها من أرق ما أنتج المصري القديم في مجال الفن، کما أن بعض الأدوات يرجح أنها کانت ذات وظيفة طقسية بالاضافة الى دورها في التزيين.
يتناول هذا البحث بالدراسة مجموعة کبيرة من الأواني التى لم تنشر من قبل نشراً علميا ، وعثرت عليها بعثة کلية الآداب - جامعة المنصورة فى حفائرها بتل البلامون عام 1978 م ، برئاسة الدکتور / فرنسيس عبد الملک غطاس، وعدد هذه الأوانى تسعة وستون إناء، صنعت کلها من الفخار ونقلتها البعثة إلى مخازن الهيئة بتل بسطة. وتل البلامون – والذى يعرف أحيانا بتل الأحمر – يعد واحد من أهم التلال الأثرية فى الوجه البحرى وأکثرها إتساعا، حيث تبلغ مساحته حوالى 688.000م2 (حوالي 158 فدانا)(1) ، ويتکون من بعض التلال الترابية المتراکمة والتي ترتفع بجوار بعضها البعض وتحيط بها مساحات کبيرة منخفضة نوعا ما ، وبعضها في مستوي سطح الأرض الزراعية التي تحيط بالتل .(2) ويقع تل البلامون في شمال شرق الدلتا بجوار قرية أبو جلال في المنطقة التي تبعد حوالي خمسة کيلو مترات غرب فرع دمياط وتبعد حوالي تسعة عشر کيلو متراً عن ساحل البحر المتوسط (3) وتحديدا يبعد هذا التل حوالي عشرة کيلو مترات شمال غرب مدينة شربين وحوالي أربع وثلاثين کيلو متراً شمال غرب مدينة المنصورة .(4) (1)J.Màlek,Tell el.Belamun,in:Lؤ VI , 1986,s. 319 (2)A.J.Spencer,Excavations at Tell el-Balamoun ,1991-1994 , London, 1996,p.10f (3)J.Màlek,op.cit,s.319 (4) محمد بيومي مهران ، دراسات في تاريخ الشرق الأدني القديم ، جـ5 ، الحضارة المصرية ، الأسکندرية ، 1984 ، ص 84.
عندما ورث إخناتون عرش والده کانت الإمبراطورية المصرية فى ذلک الحين لا يفوقها فى قوتها العسکرية قوة أخرى. ولقد مد إخناتون حدود بلاده نحو الجنوب داخل أعماق النوبة بنحو 800کم جنوب أسوان – ولم يکن إخضاع تلک البقاع لحکمه وسيطرته من أجل مناجم الذهب فقط أو للسيطرة على التجارة وطرقها فى وسط إفريقيا ([1]) . ولکن کان الهدف الأسمى، هو أن يجلب لمصر أيضا الرجال المحاربين لتقوية جيوشه، حتى يثبت حدوده ويؤمنها فى کل اتجاه، وليتمکن من إذعان حکام الشرق الضعفاء. لذا تيسرت أمامه کل السبل ليتسع نفوذ تلک الإمبراطورية، حتى ترامت أطرافها لتشمل کل وادى النيل حتى النوبة العليا([2]). ودانت له السيطرة على تلک الأنحاء المترامية. لکن الملک إخناتون وجه عظيم اهتمامه للنواحى الدينية، وکرس کل وقته لتدعيم العقيدة الجديدة والدعوة لها، لتظهر على عبادة آمون التى أنکرها بشدة، ورغم ذلک فان سلطة الحکومة المرکزية لم تضعف أو يلحقها الوهن فى المستعمرات النوبية تحديداً، کما لم تخرج أية بقعة من بقاع وادى النيل عن دائرة سلطان البلاط ،کما يدل على ذلک صراحة ما حدث من محو لإسم الإله آمون وصور الإله فى سائر أرجاء النوبة العليا حتى جبل برقل([3]). ([1])Timothy Kendll, Foreign Relation in Pharoh of the sun, Ekhnaten – nefertity-Tut Ankh Amon, Museum of fine Arts, Boston, 1999.p.154. (2) Donald B. Redford, Akhnaten. The Heratic king, (Princton, 1984), p.194; W.Y.Adams, Nubia Corridor to Africa, (London, 1977), p.222; B.G.Trigger, Nubia under the Pharos, (London 1976) p.227. Timothy Kendall, ibid. (3) سليم حسن :مصر القديمة ج 10 ،القاهرة 2000،ص 279؛ Jean Leclant, Egypt in Nubia during old–middle and New kingdom, in African antiquities, The Art of Nubia and the Sudan, (Broklyn Mus. 1978) p.71; Timothy Kendall, ibid.
بعد مصرع والده ، الملک يوبا الأول و نقله إلى روما حيث ترعرع بها ،و تلقى تکوينا يونانيا و لاتينيا ، عين يوبا الثاني ملکا على عرش مملکة موريطانيا الواسعة الأرجاء إذ کانت تمتد من المحيط الأطلسي غربا إلى ما وراء وادي الشلف شرقا ، أطلق عليها اسم مورطانيا القيصرية نسبة إلى قيصر(C.J.Cesar ، 101/43 ق.م.) اعترافا و تقديرا لفضائله عليه . و على نحو الملک النوميدي يوبا الثاني ، عرفت کليوبترة سيليني تقريبا نفس المصير ، ذلک أنه بعد انهزام والدتها کليوبترة البطلمية المعروفة بالسابعة أو الکبيرة ، و والدها قائد الاتفاق الثلاثي الثاني (2° triumvir) مرکوس أنطونيوس (Marcus Antonius 83/30 ق.م.) في موقعة أکتيوم ببلاد الإغريق في عام 31 ق.م. ، و بعد انتحارهما في يوم 30 أوت من عام 30 ق.م. بالإسکندرية، نقلت إلى روما حيث أشرفت على تربيتها أکتافي (Octavie) ؛ أخت القائد أوکتافيوس (Caius Octavius Auguste) و الزوجة السابقة لوالدها أنطونيوس ؛ و تشبعت بالثقافة اللاتينية ، فضلا عن الثقافة اليونانية التي ورثتها عن أسرتها . و بمجرد ما شب کل من يوبا الثاني و کليوبترة سيليني ، رأت روما ضرورة تعيينهما ملکين على هذه المقاطعة ، کونها حديثة الاحتلال و من العسير إدارتها مباشرة بعناصر رومانية . في الواقع رغم انحدارها من سلالة الملوک البطالمة الذين حکموا مصر قرابة ثلاثة قرون کاملة ( 323/30 ق.م. ) منهم کليوبترة العظيمة ، و رغم تربعها على عرش مقاطعة موريطانيا القيصرية الهامة کملکة لمدة حوالي 26 سنة ( 20 ق.م./ 6 ق.م.) ، لم يول الباحثون القدماء والمحدثون أدنى اهتمام لکليوبترة سيليني .
لا يثير اهتمامنا بالديانة المصرية قدم عهدها فحسب بل أن أقوى ما يدفعنا إلى ذلک أن دراستها تتيح لنا تتبع حلقات التطور الدينى. وما من شک فى أنه توجد طرق مختلفة لإعطاء صورة للديانة المصرية القديمة، فمن أراد التمسک بقواعد البحث العلمى الدقيق فعليه أن يدرس کل العناصر الدينية المختلفة التى ورد ذکرها فى طقوس المصريين القدماء وما حوت من آلهة غامضة. وفى الواقع أن هذه الآلهة کانت أهم روافد الديانة المصرية القديمة وإذا أردنا فهمها فلا سبيل إلى ذلک إلا بالتعرف على طبيعتها وأدوارها فى الحياة المصرية القديمة والتى تمثل رکناً أساسياً لا يستهان به فى فهم الديانة المصرية القديمة. وهو ما دفع بالباحثة إلى اختيار أحد هذه الآلهة وهو الإله آش فى محاولة لإلقاء الضوء على مرکزه فى الديانة المصرية القديمة. وهو الأمر الذى مثل بالنسبة للباحثة صعوبة بالغة لعدة أسباب منها: أولاً: عدم الرغبة فى الإغراق فى تفصيلات جزئية قد تبعد بالبحث عن الهدف المأمول من ورائه. ثانياً: مسألة انتقاء بعض الأمثلة التى تعکس طبيعة العلاقة بين الإله آش والإله ست وهى مسألة جد مضنية لامتداد تلک العلاقة عبر تاريخ مصر الفرعونى فکان الإله آش فى نظر المصريين هو المسئول عن الصحراء الغربية والمشرف على المصالح المصرية فيها. ومن ثم کان من الطبيعى والمنطقى مضاهاته بالإله ست سيد الصحراء والبلاد الأجنبية وکأحد الأعضاء فى مجمع الآلهة المصرية الأساسية.
کشف عن جبانة قويسنا – بمحافظة المنوفية عام 1990(شکل-1)، وذلک بمنطقة المحاجر التى بدت على شکل هضبة رملية تعلو سطح الأرض الزراعية حولها بارتفاع 13م تقريبا، وتمتد شواهدها الأثرية لمسافة تقرب من 300 فدان. وبأجراء حفائر بموقع الجبانة طوال المواسم السابقة کشف عن أربع وحدات معمارية بنيت من الطوب اللبن، الأولى والثانية والرابعة استخدمت في الدفن حيث عثر بهم على توابيت ومومياوات ودفنات ومقابر، أما الوحدة الثالثة فربما استخدمت لخدمة العاملين بالجبانة أو المترددين عليها أو کمخازن حيث لم يعثر بها على دفنات. وتاريخ الجبانة ربما أمتد الدفن بها من عصر الدولة القديمة إلى العصرين اليوناني والروماني. ولعل جبانة قويسنا کانت طوال العصور المصرية القديمة، إما ضمن إقليم المعبود (أوزوريس) وهو الإقليم التاسع من أقاليم الدلتا، أو إقليم مصطاى وهو الجزء الجنوبي من الإقليم التاسع، الذي أستقل في بعض الفترات الزمنية وکون إقليما ضم جبانة قويسنا. کما خضع إقليم مصطاى وجبانة قويسنا لسيطرة حاکم إقليم (أتريب)، خاصة وقت غزو الملک (بيعنخى) الأسرة-25 للدلتا[1] وحاليا فجبانة قويسنا تقع على مسافة 5ک0م إلى الغرب من مدينة قويسنا الحالية بمحافظة المنوفية، وعلى مسافة 15ک0م تقريبا من تل أتريب ببنها، وعلى مسافة 12ک0م إلى الشمال من قرية مصطاى،( عاصمة إقليم (مسد) القديم)0 وبالحفر عثر بها على مئات المومياوات والدفنات والتمائم والقلائد والمشغولات والرقائق الذهبية على أکفان الموتى، إضافة إلى الأواني الفخارية والکانوبية المنقوشة وتماثيل الاوشابتى0 (1)Helck W., Die alagyptischen gaue, Wiesbaden, 1974, fig.4, 5,6,7,8,9,10,11,12,13 Kitchen, K., The Third Intermediate period in Egypt, 1100-650 B.C, Warminster, 1973,pp.346, 410,457,467 Toussoun, O., “ Memoire sur les anciennes branches du Nile “, MPIE, t.4, 1922,pp.1-60 انظر : صبري حسنين -الموقع الجغرافي لجبانة قويسنا خلال العصور القديمة – مجلة کلية الآداب – جامعة المنوفية- القاهرة- أکتوبر2000م-ص3-19
تعتبر شعيرة حرق البخور أحد أهم شعائر التطهير ، بل وتعتبر من أهم شعائر التعبد والتقرب من المعبودات وسائر شعائر الصلوات الدينية الأخرى ([1])، وقد لعبت الشعيرة دورا کبيراً بارزاً فى هذا المجال حيث بلغت من الأهمية أنه لا نجد معبدا خاليا من مناظر هذه الشعيرة . ومن المعروف أن المصري القديم کان غاية فى التدين ، وکان الفکر الکهنوتي له تأثيراً هاماً فى المجتمع المصري القديم فى حياته اليومية وأعياده المتعددة وکانت شعائر التطهير بصفةٍ عامة وشعيرة حرق البخور بصفةٍَ خاصة من المظاهر الواضحة فى أداء هذه الشعائر ، ويبدو أن الغرض منها الى جانب طرد الأرواح الشريرة ان تُضفي على المجال العام أثناء أداءها الطهارة والسکينة والنورانية . أما عن فکرة حرق البخور فقد بدأت مع بداية الدولة القديمة وخلال الکهنوت الخاص بالمعبود رع وبدأت هذه المظاهر فى الظهور بوضوح منذ الأسرة الرابعة وقت ازدهار وتکوين هذا الکهنوت القومي والذى تأسست علية معظم الأفکار العقيدية فى مصر القديمة خلال التتابع التاريخي ([2]) . فقد جاءت بعض مناظر هذه الشعيرة فى مقابر الدولة القديمة وعلى سبيل المثال : - مقبرة " رع ور " بالجيزة مسجل عليها منظر لصاحب المقبرة يجلس على کرسى يرتدى لباس الرأس الطويل وله لحية قصيرة ويده اليسرى على الصدر واليمنى مبسوطة على الرکبة ، وينظر الى مائدة القربان وخلف المائدة يوجد سبعة أشخاص يقومون بأداء بعض الشعائر منها صب الماء وحرق البخور وتقديم القربان ([3]) . ونرى انه فى الدولة الحديثة قد حظيت هذه الشعيرة باهتمام کبير فى شعائر الخدمة اليومية للمعبودات داخل المعابد ، کما استخدمت فى الاحتفالات الدينية حيث کانت تصاحب مواکب خروج المعبودات من معابدها وخلال مرورها أمام الناس مثلما کان الحال فى أعياد المعبودات . وقد اختص هذا البحث بدراسة منظر شعيرة حرق البخور الذي يقدم فيه الملک بيد مبخرة وبيده الأخرى يضع حبات البخور عليها وذلک فى المعابد المصرية فى العصر الفرعوني وفى العصرين البطلمى والرومانى. ([1]) أدولف إرمان ، الديانة المصرية القديمة ، ترجمة عبد المنعم أبو بکر ، مراجعة محمد أنور شکرى ، القاهرة 1950 ، ص 199 ([2]) سيرج سونيرون،کهان مصر القديمة،ترجمة زينب الکردى،مراجعة أحمد بدوى،القاهرة 1995، ص 39 ([3])أحمد مصطفى أحمد ، الکاهن المرتل ، رسالة ماجستير غير منشورة ، آداب سوهاج 1999 ، ص 37 انظر : Junker,H., Giza II , Cairo 1943 وفى مقبرة " نب کا حر " بسقارة ومسجل عليها منظر جنائزى لمرکب تحمل مومياء المتوفى ويبدأ المنظر بشخص واقف داخل مقصورة يرتدى نقبه قصيرة ويمسک بيده ورقة بردى وکأن يقرأها ويتقدمه شخص آخر يمسک فى يده اليمنى عصا طويلة يلى ذلک المرکب الجنزى يجلس على مؤخرتها سيدة يواجهها شخص راکع ، وفى مقدمتها شخص راکع يماثل الذى يوجد على مؤخرة المرکب ، ويتقدم المرکب أربعة أشخاص وکأنهم يؤدون حرکة معينة ويتقدمهم شخصان يرتدى کل منهم الوشاح على صدره ويلى ذلک شخصان واقفان يمسک کل منهما فى يدة مبخرة وفى اليسرى عصا طويلة أحمد مصطفى ، المرجع السابق ، ص 42 : انظر : Hassn,S.,Mastaba of Neb- Kaw – Her, Cairo 1975
تقع مقبرة الکاهن "بادى – أوزير" بجبانة تونا الجبل جنوب المنيا الحالية (1) وضمت رفاته، ووالدة "سشو" ،وأخية "جد – تحوت- أوف عنخ"، وزوجته "نفر – رنبت" لذا فإن التسمية الدقيقة لهذه المقبرة هي "مقبرة عائلة"بادى أوزير " (بيتوز يريس) (2). شيدت المقبرة علي الأرجح ما بين العصر الصاوى 517ق.م ،والعصر الفارسي 460ق.م ،ولا يعني ذلک القطع أن منظري الموکب تم نقشهما خلال تلک المدة، لأنة ربما تم ذلک مع بداية العصر البلطمى . تم نقش منظري تقديم القرابين علي الجدارين الشرقي (3) والغربي(4) من هيکل المقبرة (الناوس) التي أخذت شکل معبد مکون من صالة أمامية(برو- ناوس) تذکرنا واجهتها بواجهتي الصالتين الأماميتين في معبدي اسنا(5) ودندرة من حيث شکل الأساطين ،والستائر الجدارية،وتعد مقبرة ذات طراز معماري فريد بالنسبة لمقابر الأفراد (6) وکما نعلم فإنها ليست أول مقبرة تتخذ شکل معبد کما يعتقد البعض(7) فهناک علي سبيل المثال مقبرة المهندس "أمنحتب بن حابو" من الأسرة الثامنة عشرة والتي تتخذ شکل معبد يتقدمة صرح، وتنتهي جهة الغرب بثلاث مقاصير "(8). يلي الصالة الأمامية من مقبرة بيتوزيريس " الهيکل (الناوس) وتوجد بأرضيته بئر الدفن (9) ويتجه الموکب هنا علي الجدارين الشرقي والغربي نحو الجنوب، ويمثل مرحلة فنية انتقالية بين الفن المصري القديم المتأثر بالفن الفارسي(10) وبين نظيره البطلمي کما يتضح من عناصر المنظرين ، مما أدى لوجود موکب فريد الطابع يمکنا أن نطلق علية موکب ذو طراز فني دولي إمتزجت فية بعض عناصر الحضارة المصرية القديمة بنماذج من حضارات أخرى (11) فهو بالتالي غير تقليدي التفاصيل وجاء خاليا من وجود نص قرباني کما جرت العادة في مناظر القرابين منذ عصر الدولة القديمة"(12") بغض النظر عن وجود نصوص عامة تشير إلي تکريس القرابين في بعض الأجزاء من الصالة الأمامية، وحتى النصوص الموجودة أعلي الجدار الشرقي (13) والغربي(14) نجدها تشير إلي حرق البخور والتلاوات الخاصة بالآلهة ولا علاقة لها بالمنظر . ربما يرجع عدم وجود النص القرباني إلي أنة المنظر الوحيد بالمقبرة الذي يجمع کل الأجناس البشرية تقريبا مما جعل الفنان في حيرة من أمرة عند کتابة النص في التعبير عن جنس أو لغة محددة ، فترک المنظر يتحدث عن ذاته بأن الجميع يتقدمون بمختلف قرابينهم إلي کهنة "تحوت هرمس" وما هذه الأشخاص إلا عناصر رمزية تمثل الشعوب التي تتقدم بالقرابين لکهنة تحوت، خاصة أنة تواجدت لغات أخرى رسمية إلي جوار اللغة المصرية في ذلک الوقت .
لقد عاش الإنسان حتى وقت قريب يجهل کل شيء تقريبا عن وجود حضارة أو حضارات في الصحراء الکبرى تعود إلى عصور ما قبل التاريخ ، حتى ظهرت أولى الرسوم والنقوش الصخرية في العوينات وتاسيلي وأکاکوس وغيرها من المناطق. تلک الرسوم والنقوش التي خطتها يد الإنسان القديم على جدار الکهوف والصخور، والتي استطاعت أن تقاوم الزمن وتحکي جانبا من تاريخ المنطقة، رغم أنها صامتة ولا تحتوي على أي نص مکتوب. إن هذه الرسوم والنقوش تستمر زمنيا خلال آلاف من السنين وتبلغ في بعضها العصر التاريخي. وقد وصل عدد اللوحات المکتشفة حتى الآن حوالي 40.000 قطعة تتوزع أغلبها بين شمال إفريقيا والصحراء الکبرى، من نهر النيل شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا. وقد بين هذا العدد الهائل من الرسوم والنقوش حقيقة مدهشة، أن الصحراء الکبرى الخالية في معظم أنحائها في الوقت الحالي، کانت سابقا ذات ظروف مناسبة کي تعيش فيها مختلف أنواع الحيوانات (الفونة)، وتنشأ فيها العديد من الحضارات.
لقد عثر على العديد من الأختام الأسطوانية ([1]) في مصر ، هذه الأختام کانت تختم على سدادة من الطين ، وکانت هذه الأختام تُسمى sDAt ، وقليلاً منها يُسمى xtm(t) و Dbat . وقد سجلت هذه الکلمات على هذه الأختام ، والکلمة الأولى مشتقة من الفعل sDA ، وهي التي کانت تُکتب فوق السدادة التي تُسمى xtm و Dba أي ختم الإصبع([2]) . وقد وجدت أختام أسطوانية تحمل أسماء أشخاص في مقابر طبقة العامة من السکان في مقابر العصر العتيق (3200-2800 ق.م) ، وربما کانت للمصري الفقير عوضاً عن اللوحات الجنائزية عند الأغنياء ، وأن طبعات الأختام التي عثر عليها “إمري” في سقارة ربما تحتوي على أسماء وألقاب ، ربما لقب حامل الختم ، ولکن الکتابة في العصر العتيق غير مؤکدة بدرجة لا يمکن أن تعرفنا على الأسماء بصفة مؤکدة ([3]) . ([1]) الختم الأسطواني عبارة عن أسطوانة کانت تصنع من الخشب والعظم والعاج والصلصال والقيشاني والحجر ، والأخيرة کان يصنع لها ثقب لإدخال خيط يعلق الختم منه ، حيث أنه مثقوب طولياً ، وقد حفر النحات على سطحه مواضيع دينية ودنيوية . وکان الختم يستخدم بالدرجة الأولى لختم الأواني منعاً من فتحها دون إذن ولسلامة الوثائق ، ولم تستخدم لاثبات شرعية وثيقة أو توقيع . Williams,B., “ A Spects of Sealing and Glyptic in Egypt before the New Kingdom ”, Bibliotheca Mesopotamia , Vol.6 , 1978,p.138 وعادل ناجي : الأختام الأسطوانية ، حضارة العراق ، جـ4 ، بغداد ، 1985 ، ص 220 ([2]) Kaplony, P., : Rollsiegel, LÄ, V, Wiesbaden, 1984,p.294. والمقصود بختم الإصبع هو تلک الأختام غير الأسطوانية ، أي التي تشبه أختامنا الحالية . ([3]) Janet, H., Johnson: “ Private Name Seals of the Middle Kingdom ”, Biblotheca Mesopotamica”, Vol.6, 1978, p.141.
يعد "با نب تاوى" أى "ال / سيد الأرضين"[1] من الآلهة الرئيسية الأبناء[2] فى معبد کوم أمبو “nbjt” Cop.,NBW,NBOU,SMBO.,[3] ، حيث تجلت "تفنوت" على عرش هذه المدينة[4]. و لقد بُنى المعبد منذ عصر الملک بطليموس السادس فيلوماتور وحتى عصر الأباطرة السيفريين فى مطلع القرن الثالث الميلادى ، حيث إقتسم المعبد إلهان رئيسيان هما "حور ور" (أى حورس الکبير) ، و "سبک رع" ، ولکل منهما زوجة إلهية و کذلک طفلاً إلهياً. فعلى الجانب الأيمن الشــمالى من محور المعبد عُبد ثالوث مکون من "حور ور" و "تا سنت نفرت" (أى الأخت الطيبة) و الإبن هو "با نب تاوى" ، و على الجانب الأيسر الجنوبى لمحور المعبد عُبد ثالوث مکون من "سبک رع" و "حتحور" والطفل "خونسو"[5]. و قد أشـــار Gutbub, A. ، الذى شــرح نصوص المعــبد ، أن کل ألـهة کوم أمبو أُدخــلوا فى تاسوع عين شمس[6]، و يرى أنها أحادية الموضوع وتجمع بين التراث العالمى والتراث المحلى[7]، و قد فسر فرانسوا دونان مصطلح "التراث العالمى" بمجموعة من المفاهيم المقبولة فى مکان ما توجد فى المعابد المصرية الرئيسية و يمکن أن تطابق البنيان العام للديانة المصرية القديمة[8]. د. مفيدة الوشاحى کلية السياحة و الفنادق جامعة قناة السويس. و أتوجه بخالص شکرى وتقديرى و عرفانى بالجميل إلى أستاذى الجليل ، الأستاذ الدکتور / على رضوان الذى نهلت الکثير من علمه الفياض . [1]Gutbub, A., “Pa-neb-Taui”, LÄ, IV (1982), 660, 661f.; Gutbub, A., Kom Ombo (1995), I, p. XVIII. [2]Brunner, H., “Götter Kinder”, LÄ III (1980), 649, 650f.; Gutbub, A., Textes Fondamentaux De La Théologie De Kom Ombo, BdE XLVII- I (1973), p. 15, 47, 249, 252, 253, 370, Mongraphie, 613, 707. [3]Wb, II, 242 (5); Černy, J., Coptic Etmological Dictionary (London, 1976), p. 347; Gutbub, A., op. cit. (1995), p. VII. [4]Tobin, V. A., “Tefnut”, The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt, Vol. III, (2001), p. 362; Gutbub, A., op. cit. (1995), p. VII, XVII. [5]Gutbub, A., Ibid, I, (1995), p. VI: XVI; Brovarski, E., “Sobek”, LÄ V (1984), 1010f.; Hölbl, G., Altägypten im Römischen Reich, Der Römische Pharao und Seine Tempel (Mainz, 2000), 88: 98ff. [6]Mchride, D. R., The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt (2001), p. 558 (Nun → Atum → Shu and Tefnut → Geb and Nut → Isis, Osiris, Nephtes and Seth). [7]Gutbub, A., op. cit. (1973), Tom I, p. XVI; Gutbub, A., op. cit. (1995), p. XVIII. [8]Gutbub, A., Kom Ombo, LÄ III (1980), p. 680f.; فرانسوا دونان و کريستيان زفى کوش ، الآلهة و الناس فى مصر القديمة ، من 3000 ق.م. إلى 395 م ، ترجمة فريد بورى ، مراجعة د. زکية طبوزادة ، القاهرة ، 1997 ، ص 243 ، 244 ، ص 250 .
للعملات أهمية کـبيرة في علم الآثار- فبالإضافة إلى دلالاتها على مدى التقدم الذي وصل إليه الإنسان في الجانب الاقتصادي من خلال المعاملات المالية – يمکن استنباط نوعين من المعلومات منها هما : المعلومات الظاهرة أو السطحية : وهي تلک التي يمکن ملاحظتها ظاهرياً على سطح العملة بوجهيها، مثل الزمان والمکان الذي سکت فيه، والأزياء والفنون - من خلال ما يظهر عليها من صور آدمية وحيوانية- إلى جانب المعلومات التي تقدمها الکتابة کتطور الخط وأنماطه، والمکانة الاجتماعية لمن أمر بسکها من خلال الألقاب الملکية التي تظهر عليها، کما يمکننا استنباط نوعية الديانة وتطور الفکر الديني من خلال أسماء المعبودات، والأدعية، والألقاب الدينية، والرموز. المعلومات غير الظاهرة : وهي تلک التي يتم الحصول عليها في المعامل من خلال التحاليل الکيميائية والفيزيائية لمعرفة نوع المعدن ومصادره والسبيکة المستخدمة في السک، إلى جانب تقنية الصناعة ومکانها. وفي اليمن القديم ظهرت العملات مع ظهور الکيانات السياسية المتمثلة بالممالک اليمنية القديمة، وهي مملکة سبأ، ومملکة معين، ومملکة حضرموت، ومملکة قتبان منذ بداية الألف الأول ق.م.وکانت لها أهمية کبيرة في المعاملات التجارية بين الممالک اليمنية من جهة، والمناطق الخارجية التي ارتبطت بعلاقات تجارية مع اليمن القديم من جهة أخرى، وخاصة أن شهرة اليمن آنذاک ارتبطت بالجانب التجاري، ودورها الفعال في الوساطة لأهم سلعة في ذلک الوقت والمتمثلة بالبخور ومشتقاته، حيث کان مطلوباً في بلدان الشرق الأدنى القديم، وعند اليونان والرومان، ودول حوض البحر المتوسط (1).ويهدف هذا البحث إلى استنباط جزء من المعلومات التي ظهرت على العملات اليمنية القديمة، وهي تلک التي متعلقة بالمعلومات الظاهرة لعدم توفر الوسائل والإمکانيات اللازمة للحصول على المعلومات غير الظاهرة المتعلقة بمادة العملة ومعدنها وتقنية الصناعة. (1) Van Beek, Gus Recovering the Ancient Civilization of Arabia . In Biblical Archaeologist, No ( 15 ) Jerusalem,1952, P 6 وکذلک بافقيه، محمد عبد القادر موجز تاريخ اليمن قبل الإسلام . تونس 1985م، ص 14
ى تحم ادوبولو" الت ندر باب انى "الکس رق اليون ة المستش ة لنظري ة نقدي ھذه دراس“Esthetique de L'Art Musulman la peinture" ( لامى وير الإس ن التص ات ف وان:- (جمالي عنھ والتى اکتشف من خلالھا صدق تطبيق القوانين الرياضية ممثلة فى علم المنظور بأنواعيب م إلا أن نص ى المھ ف العلم ذا الکش رى لھ ة الکب ع الأھمي ة، وم ة الملولب الحلزونير ف حص ا أن المؤل ات، کم ى التطبيق دة ف ويرة الواح د التص م يتع ة ل ة العثماني المدرسر ع أن الأم ة م ب الحلزوني اظير اللوال جماليات فن التصوير الإسلامى بصفة عامة فى منجد أوسع من ذلک بکثير ، وھو ما تشير إليھ ھذه الدراسة النقدية.
تقع قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون عند رأس خليج العقبة على بعد ٨کم منمدينتى العقبة وإيلات مساحتها ٣٢٥ م من الشمال للجنوب ٦٠ م من الشرق للغرب ،وتبعد عن شاطئ سيناء ٢٥٠ موالقلعة تقع فوق تلين کبيرين تل شمالى وتل جنوبى کل منهما تحصين قائم بذاته بينهماسهل أوسط ، ويحيط بهما سور خارجى کخط دفاع أول للقلعة.الذى قام بأعمال مسح أثرى حول جزيرة Alexander flinder ذکر الباحث اليهودىفرعون عام ١٩٦٨ م بمجموعة من الغواصين البريطانيين والإسرائيليين وترکزتالأعمال البحرية في المساحة بين الجزيرة والبر ونشر بحثه عام ١٩٧٧ م فى مجلةthe international journal of nautical archaeology andUnderwater Exploration
شهد القرن ١٠ ه/ ١٦ م صراعا مريرا بين الدولة العثمانية والغرب المسيحي،هدد العثمانيون فيهاأوروبا الشرقية ووصلوا إلى أبواب فيينا في قلبها،وإذا کان الإسلام قدربح مواقع جديدة في شرقأوروبا،فإنه خسر نهائيا موقعه في الأندلس بسقوط دولة بني نصر سنة ١٤٩٢ م أمام ضرباتالنصارى الأسبان وحرب الإسترداد التي امتدوا معها للاستيلاء على بلاد المغرب الإسلامي،وهو ماأذکىروح الجهاد بين مسلمي المغرب،وخاصة سکان الجزائر،وعندما أحسوا بعجزهم عن مدافعةالأسبان، طلبوا الإنضواء تحت راية الدولة العثمانية رغبة في مساعدتها العسکرية والمالية،فتم ذلکوتلقوا تلک المساعدة.تميزت الحرکة الفنية والنشاط المعماري بالجزائر منذ بداية الربع الأخير منالقرن ٨ه/ ١٤ م بالضعف والإنحطاط، وتوقفت أو کادت تتوقف بسبب ما أصابالدولة الزيانية من وهن سياسي وضعف اقتصادي نتيجة الصراعات السياسيةوالعسکرية الداخلية والخارجية وخاصة صراعها مع الدولة المرينية بالمغربالأقصى التي احتلت تلمسان والمغرب الأوسط مرات عديدة قبل نهاية القرن٨ه/ ١٤ م ١، هذا بالإضافة إلى انشغال حکام الدولة الزيانية بأنفسهم ومصالحهمعلى حساب العمل الحضاري ومصالح الأمة، باحتکامهم إلى الصراع على الحکمفيما بينهم ومحاولة تأمين مداخل لخزينتهم، واستعمال سبل الضرائب غيرالشرعية، مما أدى إلى نقمة السکان وحقدهم عليهم، وال عمل على مواجهتهم،فکثرت الفتن الداخلية وانعدم الاستقرار السياسي والإقتصادي ٢ وقلت مواردالدولة، واکتفى الناس بالضروريات، إذ لم يکن لهم فائض يوجهونه لإشباعحاجاتهم الفنية.وظل الحال على ذلک بل کان يزداد سوءا وانحدارا يوما بعد آخر وسنة بعد أخرىحتى قوض للجزائر أن ترجع إلى ذاتها وتفکر في مصيرها ومستقبلها، فلمتجد أمامها من قوة تساعدها على إصلاح ذاتها ومواجهة حکامها الزيانيينالمتصارعين فيما بينهم والمتعاونين من أجل ذلک مع العدو الإسباني، الذي احتلمراکز کثيرة على طول السواحل الجزائرية کمدينة هنين ووهران في الغربالجزائري ،وحصن البينون بالجزائر وبجاية وجيجل ابلشرق الجزائري،وانغرس فيهامکبدا الأهالي الخسائر الفادحة في الأموال والأرواح ناهيک عن الذل والإهانة
حظيت مصر في عهد دولة المماليک ( ٦٤٨الشرق والغرب، نظراً لما تتمتع به من موقع ممتاز تفردت به بين أقطار الأرض، فهي ملتقى قارتينمن أکبر قارات العالم القديم، هما أفريقيا وآسيا، کما أنها تواجه قارة أوربا الواقعة إلى الشمال منهاوهذا يوضح کيف أن مصر کانت حلقة الاتصال بين دول الشرق والغرب والشمال والجنوب. وليسبخاف علينا أن موقع مصر هو الذي أتاح لها ومنحها تلک المکانة، کما أنه هيأ في نفس الوقت
"الجُنَن الواقية" مصطلح واسع المدلول؛ يُقصد به کل ما يُتَّقىَ أو يُستتر به[1]، وقد ظهر من هذه الجُنَن منفذًا على الفنون والعمائر الإسلامية نوعان رئيسان: التُّرْوس والدِّرْوع[2]؛ وهما لا شک يُعدان من أهم أنواع "الجُنَن الواقية"، حيث کانا يُستخدمان لوقاية الجسم وحمايته من خطر التعرض لإصابة أکثر أنواع الأسلحة الهجومية[3]، کالسيوف، الخناجر، الدبابيس وغيرها. وإذا کنا في غير حاجة للتدليل على "دفاعية" هذه "الجُنَن الواقية"، فهل يجوز لنا اعتبارها من قبيل الأسلحة، کما هو الحال بالنسبة للسيوف، الخناجر، الرماح، القسي وغير ذلک؟ الحق أنه من خلال استعراضنا لأکثر المصادر التي تناولت الحديث عن السلاح بوجه عام، سواء أکانت هذه المصادر متخصصة في السلاح أم غير ذلک، هذا بالإضافة إلى المصادر اللغوية، والأدبية، قد تبن أن السائد فيها عدُ هذه "الجُنَن" ضمن الأسلحة. ونذکر تدليلاً لما تقدم، أنه ورد في "کتاب السلاح" لابن سلام (ت 224هـ)، اثنان وثلاثون بابًا تناول فيها کل ما يتعلق بالسلاح وأدواته، والقتال وأنواعه، وفيه أبواب تحدث فيها عن: السيوف، الرماح، القسي، السهام، السياط، العصي وغيرها، وقد خصص في هذا الکتاب بابًا تحت عنوان: "الدروع والبَيْض"، وبابًا آخر تحت عنوان: "أسماء الترس"[4]، أي أنه عد معدات الوقاية من دروع وتروس؛ بمثابة أسلحة شأنها في ذلک شأن السيوف، الرماح، القسي وغيرها. [1] الجُنة: لفظة مشتقة من "الاجتنان" أي الاختفاء. و"الجنن الواقية" تشمل کثيرًا من الأدوات، والمعدات، والمواد، والأساليب التي تُستخدم للوقاية من الأخطار، منها -على سبيل المثال- کسوة الأبراج والدبابات ونحوهما، بأنواع معينة من "الخيش الواقية" وهو أسلوب استخدمه الموحدون لستر أبراجهم ودباباتهم. راجع، محمد المنوني، حضارة الموحدين، دار توبقال، الدار البيضاء، 1989م، ص177. ومن الجدير بالذکر أن الصليبيين –أثناء أحدى حروبهم مع صلاح الدين الأيوبي- کانوا قد تفننوا في وقاية وستر أبراجهم؛ التي أرهقت الجيش الأيوبي، حتى تمکن أحد نحاسيي دمشق من عمل ترکيبة کيمائية خاصة، أدت إلى حرقها. راجع، الأصفهاني (العماد الکاتب)، الفتح القسي في الفتح القدسي تحقيق، محمد محمود صبح، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، 1965م، ص. ص367- 371. وللاستزادة عن مصطلح "الجنن الواقية" واستعمالاتها. راجع، ابن منکلي (محمد بن منکلي الناصري)، الحيل في الحروب وفتح المدائن وحفظ الدروب، دراسة وتحقيق، نبيل عبد العزيز، مطبعة دار الکتب المصرية بالقاهرة، 2000م، ص. ص319- 324. [2] قد يستخدم البعض أيضًا لفظة "الدرع" للدلالة على "الترس". راجع، Dozy, R., Supplément aux Dictionnaires Arabes, Paris, 1927, Tom Premier, p. 144, Tome Second, p. 41 . ونظرًا للرغبة في عدم حدوث لبس بين الدرع الذي يلبسه المحارب على بدنه، والدرع الذي يحمله في يده، فقد استخدمت للتعبير عن الأداة التي يحملها بالأيدي لفظة "ترس"، خاصة أن المصادر المتخصصة يغلب عليها استعمال هذه اللفظة للدلالة على هذه الآلة. [3] جدير بالذکر أن للباحث دراسة –تحت النشر- موسعة عن الأسلحة الهجومية في العصر الإسلامي (بالتطبيق على زخارف الفنون التطبيقية والعمائر). [4] راجع، ابن سلام (أبي عبيد القاسم)، کتاب السلاح، تحقيق، حاتم صالح الضامن، مجلة المورد، ، المجلد الثاني عشر، العدد الرابع (عدد خاص عن: الفکر العسکري عند العرب)، بغداد، شتاء 1983م، ص225، 226، 238، 240.
- مشروعات التطوير کضرورة للحفاظ على المناطق الأثرية : فى الآونه الأخيرة أصبحت المناطق الاثرية التى تضم مجموعات أثرية تعانى من مظاهر واضحة للتدهور لأسباب کثيرة ومتعددة. وتتفاوت مظاهر وحالة التدهور فى المناطق الاثرية حسب نوعية وطبيعة وموقع المنطقة وعلاقتها بالعمران المحيط أو کثافة التواجد البشرى (للزيارة وخلافه) أو التعديلات أو تغيير الأحوال المناخية والبيئة ... الخ. والأهم من کل ذلک عوامل الزمن وقصور إجراءات وجهود المتابعة والصيانة والحماية على مر الزمن. من ناحية أخرى نجد فى بعض الحالات تغيراً کبيراً فى أسلوب وحتمية التعامل مع بعض المناطق من حيث محاور الحرکة والوصول والدخول والخروج .. أو حجم التواجد البشرى والاستخدام وضرورة الاستغلال والاستخدام للمکونات الأثرية لتلک المناطق سواء لتعظيم الدور السياحى أو الثقافى أو التنقيب والدراسة .. الأمر الذى يعنى بالضرورة أرتفاع کثافة التواجد البشرى فى تلک المناطق. فى ضوء ذلک نشأت الحاجة الماسة والملحة إلى اعادة النظر فى کيفية استخدام والتعامل مع المناطق الأثرية .. الأمر الذى يحتم بالتالى عمل دراسات جادة ودقيقة وشاملة لتطوير المناطق الأثرية دون المساس بالأطر العامة والضوابط الخاصة بالمکونات والموجودات الأثرية طبقاً للمواثيق الدولية العلمية المعمول بها فى هذا الشأن
تطورت فلسفة الحفاظ والترميم المعماري کنتاج طبيعي لحضارة ما بعد الثورة الصناعية في الغرب. حيث أدى التطور التکنولوجي الکبير إلى تغيير جذري في جميع مناحي الحياة، بدءاً من تغذية المباني بالمياه والصرف الصحي والکهرباء، إلى السيارة ووسائل المواصلات الحديثة على مستوى المدينة، مروراً بکل التغيرات التي أصابت الحياة اليومية وکيفية استخدام الإنسان للمبنى وللمدينة. وأدى ذلک إلى النزوع لإعادة صياغة المباني والشوارع والأحياء، مما شکّل تهديداً للتراث المعماري والعمراني في البلاد التي أخذت بأسباب التقدم التکنولوجي. وکان هذا التهديد بالإضافة للتهديدات التي سببتها أسلحة الدمار الشامل في الحروب دافعاً قوياً لأن تبدأ جهود متفرقة لمحاولة حماية التراث المعماري والعمراني من التدمير والاندثار، سواء بسبب الخطط الطموحة لتحديث وتطوير المدن والمباني في زمن السلم، أو بسبب التدمير الشامل الذي تسببه الأسلحة الحديثة في زمن الحرب. ومع الدمار الذي سببته الحرب العالمية الأولى في أوروبا، وکذلک الدمار الذي سببته خطط إعادة الإعمار بعد الحرب من هدم للمباني والأحياء القديمة وتنفيذ لمخططات ضخمة لشوارع مستقيمة وعريضة ومباني شاهقة الارتفاع، بدأت جهود الحفاظ تخرج من حيز المثقفين والرومانسيين، لتتحول في المحافل الدولية إلى مواثيق ومعاهدات، تبلورت في ميثاق البندقية لعام 1964 والذي مازال الأساس الذي تقوم عليه کل التطورات في فکر الحفاظ على المباني الأثرية والأحياء
ويتناول البحث علاج وصيانة إحدى قطع نسيج القباطي المحفوظة بمتحف کلية الآداب بسوهاج بعد أن وجدت في حالة شديدة من التدهور الذي أدى إلى ضعف أليافها وتآکل العديد من المناطق بها, وبالتالي تهدف الدراسة إلى تنظيفها وتدعيمها وتجهيزها للعرض المتحفي المناسب وذلک بشغل الإبرة على خلفية من قماش الکتان المصبوغ, ورغم أن تلک التقنية من الترميم ليست جديدة في حد ذاتها حيث سبق استخدام نفس التقنية في ترميم المنسوجات, إلا أن الجديد هو تطبيق تقنية الحياکة بمفهوم يعتمد على استخدام خلفية مصبوغة بصبغات طبيعية بهدف إيجاد طبقة تدعيم ذات لون مقارب لزخارف النسيج, کذلک التنوع في غرز الحياکة کطريقة تدعيم, فقد استخدمت السراجة في التثبيت الأولي المؤقت قبل الترميم, واستخدمت غرزة البطانية وغرزة التطريز والغرزة المتصلة وأخيرا غرزة اللفق, ولعل هذا التنوع في استعمال الغرز هو ما حقق للنسيج أکبر قدر من التدعيم خاصة وأن هذه التقنية تتميز بخاصية الاسترجاع دون تعرض النسيج لأي ضرر عند الفک, وقد تم تزويد الدراسة بالعديد من الرسومات التفصيلية التي توضح تقنية کل غرزة وطريقة التدعيم على خلفية الکتان بحيث يمکن فهم کل مراحل التدعيم, کذلک تفريغ کامل لزخارف النسيج, والأماکن التي تعرضت للتآکل والمناطق التي تعرضت لترميم قديم, کما اهتمت الدراسة باستخدام خيوط تثبيت من الحرير الرقيق "شعر" المصبوغة بصبغات طبيعية هي الفوة للون الأحمر والکرکم للأصفر.
القاهرة غنية بماضيها العريق وبعمارتها المتنوعة وفنونها التطبيقية، فهي تضم في جنباتها ما يقرب من خمسمائة أثر أو يزيد مختلفة الطرز المعمارية والفنية وکذلک الغرض من إنشائها فهي تتنوع ما بين مساجد ومدارس وبيوت وقصور وأسبلة وخانقاوات ووکالات وقلاع …إلخ. وکانت القاهرة مرکزاً هاماً للحضارة الإسلامية وکانت مبعثاً باهراً لعظمة هذه الحضارة ورمز لقوتها فالمدينة حافلة بمجموعة من الآثار متصلة ومتعاقبة فمنذ نشأتها على يد جوهر الصقلي وحتى الآن نرى فيها طرز العمارة العباسية والفاطمية والأيوبية والمملوکية بشقيها والعثمانية ومن هذه الطرز اختار الأمير محمد علي أن يبني لنفسه قصراً ليعيش فيه وأقامه على فرع النيل الشرقي في جزيرة الروضة بالمنيل ثم تحول هذا القصر لمتحف يعد من اجمل وأهم المتاحف المصرية التي أسست مستوحاة من الفن الإسلامي فهو مقتبس من أغلب المدارس الفنية التي ظهرت بمصر وتميزت بعض غرفه بالعديد من الطرز الأخرى مثل السورية، المغربية.