Ashour, Emad Abdel. (2017). سياسة النفي والإبعاد في المملکة الحيثيّة The Exile and banishment policy in Hittite Kingdome. حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب "دراسات فى آثار الوطن العربى", 20(1), 256-291. doi: 10.21608/cguaa.2017.29519
Emad Abdel Azeem Ashour. "سياسة النفي والإبعاد في المملکة الحيثيّة The Exile and banishment policy in Hittite Kingdome". حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب "دراسات فى آثار الوطن العربى", 20, 1, 2017, 256-291. doi: 10.21608/cguaa.2017.29519
Ashour, Emad Abdel. (2017). 'سياسة النفي والإبعاد في المملکة الحيثيّة The Exile and banishment policy in Hittite Kingdome', حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب "دراسات فى آثار الوطن العربى", 20(1), pp. 256-291. doi: 10.21608/cguaa.2017.29519
Ashour, Emad Abdel. سياسة النفي والإبعاد في المملکة الحيثيّة The Exile and banishment policy in Hittite Kingdome. حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب "دراسات فى آثار الوطن العربى", 2017; 20(1): 256-291. doi: 10.21608/cguaa.2017.29519
سياسة النفي والإبعاد في المملکة الحيثيّة The Exile and banishment policy in Hittite Kingdome
Lecturer of Egyptology and Ancient Near East- Faculty of Arts, History Dep., Fayoum University
المستخلص
This research refers to the policy of exile that practiced by some of the kings of the Hittite state. In fact, this policy does not reach as far as the Assyrian kings, who were famous for the deportation policy, this policy in Khati was limited cases only, and was a punishment against some crimes. The research deals with clarifying the concept of exile and the difference between it and escape, and clarifying the optional exile and forced exile. The research begins with the meaning of the term exile in the texts and Hittite Law, and reasons of exile, and offer some cases of exile found in Khatti. يلقي هذا البحث الضوء على سياسة النفي التي اتبعها بعض ملوک الدولة الحيثية، وهي في حقيقة الأمر أن تلک السياسة لا تصل إلى الحد الذي وصلت إليه عن الملوک الآشوريين، الذين اشتهروا بسياسة الترحيل الآشوري، إلا أن بعض مناطق الحيثيين لم تسلم من سياسة الآشوريين تلک، حيث کانت سياسية النفي في خاتي قاصرة على حالات معينة فقط، وکانت کعقوبة ضد بعض الجرائم، ويتناول البحث توضيح مفهوم النفي والفرق بينه وبين الهروب، وتوضيح النفي الاختياري والنفي الإجباري، ويبدأ البحث الضوء بإلقاء الضوء على معنى مصطلح النفي في النصوص الحيثية، والنفي في القانون الحيثي وأسباب النفي، وعرض بعض حالات النفي التي وجدت في خاتي.
1- أن حالات النفی تلقی الضوء على العلاقات الأسریة فی البیت الحاکم للحیثیین وأن کثیر من فترات حکم الملوک کانت غیر مستقرة، وأنه کانت هناک محاولات اغتصاب العرش من أفراد البیت الحاکم.
2- قد یکون من المستغرب أن تکون عقوبة النفی فی حالات الإنقلاب على البیت الحاکم، ولکن یمکن تفسیر ذلک إلى أن من یقوم بتلک الحرکات کان من البیت الحاکم وتربطه أواصر القرابة بینه وبین المنقلَب علیه، مثلما رأینا فی حالة خاتوشیلی وتعامله مع ابن اخته.
3- قد یکون الأکثر استغرابًا التعامل مع محاولات الانقلاب على العرش من خارج البیت الملکی! ورد فعل الملوک تجاه تلک الحرکات بالنفی ولیس بالقتل، ولکن مبرر ذلک قد یکون خشیة المملکة الحیثیة من خلق أعداء جدد لها.
4- کان محاولات الإنقلاب على العرش فی عصر الدولة القدیمة أکثر قوة منها فی عصر الإمبراطوریة، وذلک یرجع إلى أنه فی بدایة تکوین مملکة خاتی لم تستقر قدمها على جمیع المناطق، فکانت کثیر منها خارج سیطرة النظام الحاکم فی خاتی، وهذا ما شجع الکثیر على القیام بعملیات التمرد والثورة ضد المملکة الحیثیة، أما فی عصر الإمبراطوریة فقد تعدّت عملیات الحیثیین العسکریة حدودها وکانت بشکل بارز فی سوریا وفرضت علیها السیطرة التامة وأصبح ملکها یعرف عند أمراء سوریا بـ "السید العظیم".
5- رغم أن النفی فی القانون الحیثی عقوبة لمن یمارس الرذیلة فی المجتمع، إلا أن کثیر من حالات النفی التی تم العثور على نصوصها کانت لأسباب سیاسیة وهی محاولة الإنقلاب على الحکم، أو معارضة الحاکم والتعاون مع الأعداء.
6- تشیر حالات النفی إلى أن للنساء نصیب وافر فی حالات النفی، ومعظم تلک الحالات مع زوجة الأب، ومن المحتمل أن سبب نفیهن محاولتهن تنصیب أحد أبناؤهم على العرش، وهی مشکلة وراثیة عانت منها کثیر من دول الشرق الأدنى القدیم ، ومنها مصر.
7- أن عقوبة النفی کانت العقوبة التقلیدیة-ولیست القانونیة- التی اتبعها الملوک الحیثیین ضد المنقلبین على العرش من الأسرة الحاکمة، حیث کانت تضمن أن یستمر المنفی على قید الحیاة، بل وتضمن له حیاة معقولة.
8- أن عادة ما یکون مکان النفی للشخص المقصود مکان تحت السیطرة الحیثیة، وإذا خرج الشخص المنفِی من مناطق النفوذ الحیثی کان الملک یطالب برده مرة أخرى، مثلما کان الحال مع أورخی تیشوب عندما هرب إلى نوخاشی فی رأی أو أوجاریت فی رأی آخر أو إلى قبرص فی رأی ثالث، فی کل تلک الحالات لم یرسل الملک الحیثی استدعاء لأورخی تیشوب لأن کل تلک المناطق تحت السیطرة والتبعیة الحیثیة، ولکن عندما فرّ إلى مصر أرسل عدة خطابات لرعمسیس الثانی یطلب منه تسلیم أورخی تیشوب له، لأن مصر خارج نطاق السیطرة الحیثیة.
9- أن حالات العفو وتخفیف الحکم من القتل إلى النفی فی عصر المملکة القدیمة تم اتباعها عند کثیر من الملوک الحیثیین، وکان الهدف منها عند بعضهم تأسیس سیاسة جدیدة غیر قائمة على الدم والانتقام، أما فی عصر الإمبراطوریة فربما کان لتخفیف الحکم من القتل والإعدام إلى النفی لاعتقادهم وخوفهم من انتقام الآلهة لمقتل أحد من البیت الحاکم، مثلما حلّ الطاعون بالبلاد عندما قتل شوبیلولیوما أخیه تودخالیا، فخشی مورشیلی الثانی من أن یقتل زوجة أبیه مال نیجال لهذا السبب، بالإضافة إلى السبب السابق ذکره وهو روابط القرابة مع بعض المنقلبین.
10- لم توجد مادة فی القانون الحیثی تجیز النفی لمن یقوم بمحاولة اغتصاب العرش، وربما کانت عقوبة ذلک الجرم هو الموت والإعدام، الذی کان یتم عادة تخفیفه إلى النفی.
11- من الجرائم التی کانت توجب النفی ولم یذکرها القانون الحیثی جریمة السحر، وکان الکثیر من الملوک یستغلونها ضد خصومهم لتأمین الحکم، مثلما اتهم مورشیلی الثانی زوجة أبیه، ومثلما اتهم خاتوشیلی الثالث أرتاماخونتا.
وجدت الکثیر من حالات النفی والترحیل الجماعی لبعض المناطق التی احتلها الجیش الحیثی، مما یستدعى القول بأن آشور لم تکن أول من استنّت سیاسة الترحیل الجماعی للسکان، وربما تم اقتباسها من الحیثیین، مع الإشارة إلى أن آشور تمادت وتوسعت کثیرًا فی تلک السیاسة أکثر من الحیثیین أنفسهم.